ريال مدريد--الى اين سيتجه مورينيو

تتزايد التكهّنات باحتمال عودة المدرّب البرتغالي جوزيه مورينيو الى الدوري الإنكليزي، بعد التقارير التي جاءت حول مستقبله مع ريال مدريد عن وجود علاقة متوتّرة مع المدير الرياضي للنادي خورخي فالدانو، ورفض مورينيو تأكيد أنه سوف يكون في الموسم المقبل في إسبانيا. وقد مهّد مورينيو الطريق لعودته بالقول: «لقد قرّرت العودة الى إنكلترا. أريد أن أكون سعيداً في عملي فقط. وليس لديّ أي تفضيلات عن مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي أو تشيلسي».

«المشاهد السياسي» ـ لندن

> جاء في تقرير حول مستقبل المدرّب البرتغالي جوزيه مورينيو قوله: «أنا لا أقول الدوري الممتاز هو الأكثر إثارة في العالم ولكن من الأفضل تنظيماً... واللعب النظيف واحترام هائل لخصمك».
وكانت الخلافات قد تطوّرت بشكل دراماتيكي بين مورينيو والمدير العام الأرجنتيني خورخي فالدانو، الأمر الذي يؤكد أن الطرفين لا يستطيعان تجاوز الخلافات الشخصية بينهما، بعد فترة من التهدئة لم تدم طويلاً. ويرى مراقبون أن هذه الخلافات التي لا زالت قائمة وتتجدّد باستمرار، باتت تؤكد قرب رحيل أي منهما عن النادي الملكي، وهو الأمر الذي وضع رئيس النادي فلورنتيو بيريز ومستشاره زين الدين زيدان في موقف المفاضلة بين الرجلين.
وكشفت تقارير صحافية أن فالدانو استقال من منصبه لكن لم يتم تأكيد ذلك، في حين أعلن مورينيو صراحة أنه سوف يترك الريال في حال بقاء فالدانو الصيف المقبل.
وباتت الخلافات بين الرجلين علنيّة، حيث وصلت الأمور فيما بينهما الى طريق مسدود، إذ اشتعلت الأمور أواخر الشهر الماضي حين اتّهم مورينيو فالدانو بأنه يقف في طريق التواصل بينهما ويرفض مطالبه ولا يمنحه الدعم المطلوب.
ويأخذ مورينيو على فالدانو عدم التعليق على الأداء التحكيمي في مباريات ريال مدريد، وتركه وحده يتعرض للوقف بسبب تصريحاته، فضلاً عن تجاهل مطالبه بالتعاقد مع مهاجم جديد في فترة الانتقالات الشتوية، في ظل إصابة هيغواين وتذبذب مستوى بنزيمة.
وأشار إلى أن فالدانو لم يحرّك ساكناً عندما تعرّض مورينيو لهجوم شرس من مانولو بريسيادو، مدرّب سبورتنغ خيخون الذي وصفه بـ«الوغد»، كما أقدم فالدانو على تهنئة راموس على ظهوره في مؤتمر صحافي عقب خسارة الكلاسيكو، رغم تعليمات مورينيو للاعبين بعدم التحدّث للاعلام وقتها.
وواصل مورينيو هجومه وقال إنه لا يتحدّث في أمر المهاجم الذي يريد مورينيو ضمّه مع المدير العام فالدانو، بل مع الرئيس فلورنتينو بيريز والمدير العام للتسويق خوسيه أنخيل سانشيز.
وفي أواخر شهر كانون الثاني (يناير) الماضي حصل تطوّر خطر، حين أصدر مورينيو قراراً بمنع دخول فالدانو غرف تغيير ملابس اللاعبين في الملعب قبل المباريات وبعدها، إلى جانب، منعه من حضور التدريبات في مدينة فالديبيباس الرياضية التابعة للنادي. مع العلم أن فالدانو اعتاد على الدخول لغرف ملابس اللاعبين قبل المباريات وبعدها للتحدّث إليهم.
وبدأ مورينيو في تطبيق هذا الأمر خلال مباراة الفريق الأخيرة أمام ريال مايوركا.
ولم يكتف مورينيو بذلك بل أعلن للاعبيه أنه إذا لم يرحل فالدانو عن منصبه في حزيران (يونيو) المقبل، فسيكون قراره هو إنهاء عقده مع الريال.
وعقب تلك الاتّهامات، خرج فالدانو الذي عُرف عنه عدم رغبته في التعاقد مع مورينيو منذ البداية، قائلاً إن ما ذهب إليه مورينيو ومطالبته بالاجتماع مع بيريز ليس إلا تسخيناً للأجواء لا داعي له.
وفي وقت لاحق، كشفت صحيفة «الكادينا سير» أن المدير العام للريال فالدانو استقال من منصبه على خلفيّة نزاعه مع مورينيو.
وكانت صحيفة «ماركا» الإسبانية قد نشرت على غلاف صفحتها الأولى استطلاعاً، تم إجراؤه عبر الموقع الإلكتروني للصحيفة، وشارك فيه خمسة آلاف متصفّح، حيث يرى 73منهم أن مورينيو وفالدانو لا يمكنهما العمل معاً، مقابل 27 يؤمنون بعدم وجود حاجة للتغيير.
في الوقت نفسه، دعا بيريز فريقه الاداري والجهاز الفنّي في ريال مدريد إلى التزام الوحدة، وعدم الحديث عن الخلافات أمام وسائل الاعلام بما قد يضرّ باستقرار الفريق في منتصف الموسم.
وقال بيريز إن العدوّ خارج النادي وليس داخله، بيد أن مورينيو ما زال متمسّكاً بالتواصل مباشرة مع الرئيس من دون أن يكون فالدانو همزة وصل بينهما.
وبعد كل ما سبق، وفي إطار العلاقة المتينة بين بيريز وفالدانو، كشفت صحيفة سبورت الإسبانية أن بيريز لا يفكّر في التخلّي عن فالدانو، بل إنه يفضّـل فتح الباب أمام مورينيو للرحيل عن الريال.
وأضافت أن المستشار الرياضي لريال مدريد زين الدين زيدان، نصح بيريز بالاتصال بالمدير الفنّي للمنتخب الفرنسي لكرة القدم لوران بلان وبحث إمكانية إشرافه على الريال، في حال استقالة مورينيو من منصبه عند نهاية الموسم الحالي.
ويأتي رفائيل بينيتيز وميتشيل والفرنسي أرسن فينجر، ضمن القائمة الطويلة لأسماء المدرّبين المرشّحين لخلافة جوزيه مورينيو في منصبه الموسم المقبل.
ويحظى فالدانو بثقة كبيرة من جانب بيريز حيث عمل معه خلال ولايته الأولى في رئاسة ريال مدريد (2000ـ2006) في منصب المدير الرياضي، وهو المنصب الذي أسند في ولايته الثانية حالياً إلى ميغل بارديزا مع ترقية الأرجنتيني إلى مدير عام واحتفاظه بملفّ الصفقات